في أصعب الأوقات التي مرت بها مصر والعالم خلال جائحة كورونا، ظهرت نماذج مضيئة من الأطباء الذين وضعوا أرواحهم على المحك من أجل إنقاذ المرضى. ومن بين هذه النماذج، تبرز قصة الصداقة والوفاء بين الدكتور محمود أبو العزم والدكتور محمود قنيبر، اللذين جمعهما حب المهنة وروح التطوع، ليصبحا رمزًا للتضحية والإخلاص في مواجهة الوباء.
لم يكن لقاءهما الأول داخل مستشفيات العزل مجرد صدفة، بل كان بداية لعهد من الوفاء والعمل المشترك، حيث تطوعا معًا في الصفوف الأولى لمكافحة الفيروس، رغم المخاطر والتحديات. لم يتراجعا لحظة عن أداء واجبهما، بل كانا يسندان بعضهما البعض، ويمدّان زملاءهما بالقوة والإصرار، حتى في أصعب اللحظات.
ورغم انتهاء الجائحة، استمرت صداقتهما كرمز للعهد الذي قطعاه على نفسيهما بأن يظلا في خدمة المرضى، كلٌ في مجاله. فبينما واصل الدكتور محمود أبو العزم مسيرته في رعاية الأطفال المبتسرين وإنقاذ أرواحهم، استمر الدكتور محمود قنيبر في تقديم خدماته الطبية بروح الطبيب المتفاني الذي لا تغيب عنه ذكريات الميدان.
اليوم، تُروى قصة هذين الطبيبَين كنموذج للصداقة الحقيقية التي لا تبنيها المصالح، بل يرسّخها الإخلاص والتضحية، ليصبحا شاهدين على أن المواقف العصيبة تكشف المعادن الحقيقية، وأن الوفاء قد يولد بين جدران المستشفيات كما في ميادين القتال.
